الخميس، 8 أكتوبر 2015
قصيدة المتنبي : واحر قلباه
1وَاحَــرَّ قَلبــاهُ مِمَّــن قَلْبُـهُ شَـبِمُ
|
ومَــن بِجِسـمي وَحـالي عِنْـدَهُ سَـقَمُ
|
2- مـا لـي أُكَـتِّمُ حُبّـاً قـد بَـرَى جَسَــدي
|
وتَــدَّعِي حُـبَّ سَـيفِ الدَولـةِ الأُمَـمُ
|
3- إِنْ كــانَ يَجمَعُنــا حُــبٌّ لِغُرَّتِــهِ
|
فَلَيــتَ أَنَّــا بِقَــدْرِ الحُـبِّ نَقتَسِـمُ
|
4- قــد زُرتُـه وسُـيُــوفُ الهِنـدِ مُغمَـدةٌ
|
وقــد نَظَــرتُ إليـهِ والسُـيُوفُ دَمُ
|
5- وَكــانَ أَحسَــنَ خَــلقِ اللـه كُـلِّهِمِ
|
وكـانَ أَحْسَـنَ مـا فـي الأَحسَنِ الشِيــَمُ
|
6- فَــوتُ العَــدُوِّ الِّـذي يَمَّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
|
فــي طَيِّـهِ أَسَـفٌ فـي طَيِّـهِ نِعَـمُ
|
7- قـد نـابَ عنكَ شَدِيــدُ الخَوفِ واصطَنَعَتْ
|
لَــكَ المَهابــةُ مـا لا تَصْنـعُ البُهَـمُ
|
8- أَلــزَمْتَ نَفْسَــكَ شَـيْئاً لَيسَ يَلْزَمُهـا
|
أَنْ لا يُـــوارِيَهُم أرضٌ ولا عَلَـــمُ
|
9- أَكلمــا رُمـتَ جَيشـاً فـانثَنَى هَرَبـاً
|
تَصَــرَّفَتْ بِــكَ فـي آثـارِهِ الهِمَـمُ
|
10- علَيــكَ هَــزمُهُمُ فـي كُـلِّ مُعْـتَرَكٍ
|
ومــا عَلَيـكَ بِهِـمْ عـارٌ إِذا انهَزَمـوا
|
11- أَمـا تَـرَى ظَفَـراً حُـلواً سِـوَى ظَفَرٍ
|
تَصـافَحَتْ فيـهِ بيـضُ الهِنْـدِ والِلمَـمُ
|
12- يــا أَعـدَلَ النـاسِ إِلاَّ فـي مُعـامَلَتي
|
فيـكَ الخِصـامُ وأَنـتَ الخَـصْمُ والحَكَمُ
|
13- أُعِيذُهــا نَظَــراتٍ مِنْــكَ صادِقَـةً
|
أَنْ تَحْسَـبَ الشَـحمَ فيمَـن شَـحْمُهُ وَرَمُ
|
14- ومـا انتِفـاعُ أَخـي الدُنيـا بِنـاظرِهِ
|
إِذا اســتَوَتْ عِنـدَهُ الأَنـوارُ والظُلَـمُ
|
15- سَــيَعْلَمُ الجَـمْعُ مِمَّـن ضَـمَّ مَجْلِسُـنا
|
بِــأنَّني خَـيْرُ مَـن تَسْـعَى بِـهِ قـدَمُ
|
16- أَنـا الَّـذي نَظَـرَ الأَعمَـى إلـى أَدَبي
|
وأَســمَعَتْ كَلِمـاتي مَـن بِـهِ صَمَـمُ
|
17- أَنـامُ مِـلءَ جُـفُوني عـن شَـوارِدِها
|
ويَسْــهَرُ الخَــلْقُ جَرَّاهـا ويَخـتَصِمُ
|
18- وَجَــاهِلٍ مَـدَّهُ فـي جَهلِـهِ ضَحِـكِي
|
حَــتَّى أَتَتْــهُ يَــدٌ فَرَّاســةٌ وفَـمُ
|
19- إِذا رَأيــتَ نُيُــوبَ اللّيــثِ بـارِزَةً
|
فَــلا تَظُنَّــنَ أَنَّ اللَيــثَ يَبْتَسِــمُ
|
20- ومُهجـةٍ مُهجـتي مِـن هَـمِّ صاحِبِهـا
|
أَدرَكْتُهــا بِجَــوادٍ ظَهْــرُهُ حَــرَمُ
|
21- رِجـلاهُ فـي الـرَكضِ رِجْلٌ واليَدانِ يَدٌ
|
وفِعْلُــهُ مــا تُريــدُ الكَـفُّ والقَـدَمُ
|
22- ومُـرهَفٍ سِـرتُ بَيـنَ الجَحْـفَلَينِ بِـهِ
|
حـتَّى ضَـرَبْتُ ومَـوجُ المَـوتِ يَلْتَطِمُ
|
23- الخَــيْلُ واللّيــلُ والبَيـداءُ تَعـرِفُني
|
والسَـيفُ والـرُمْحُ والقِرطـاسُ والقَلَـمُ
|
24- صَحِـبتُ فـي الفَلَـواتِ الوَحشَ مُنْفَرِداً
|
حــتَّى تَعَجَّـبَ منَّـي القُـورُ والأَكَـمُ
|
25- يــا مَــن يَعِـزُّ عَلَينـا أن نُفـارِقَهم
|
وَجداننــا كُـلَّ شَـيءٍ بَعـدَكُمْ عَـدَمُ
|
26- مــا كــانَ أَخلَقَنــا مِنكُـم بِتَكرِمـة
|
لَــو أَن أَمــرُكُمُ مِــن أَمرِنـا أَمَـمُ
|
27- إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا
|
فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ
|
28- وبَينَنــا لَــو رَعَيْتُــمْ ذاكَ مَعرِفـةٌ
|
إِنَّ المَعـارِفَ فـي أَهـلِ النُهَـى ذِمَـمُ
|
29- كَــم تَطلُبُــونَ لَنـا عَيبـاً فيُعجِـزُكم
|
ويَكــرَهُ اللــه مـا تـأْتُونَ والكَـرَمُ
|
30- مـا أَبعَـدَ العَيْـبَ والنُقصانَ عن شَرَفي
|
أَنــا الثُرَيَّــا وَذانِ الشَـيبُ والهَـرَمُ
|
31- لَيـتَ الغَمـامَ الـذي عِنـدِي صَواعِقُـهُ
|
يُــزِيلُهُنَّ إلــى مَــن عِنـدَه الـدِيَمُ
|
32- أَرَى النَــوَى يَقْتَضِينـي كُـلَّ مَرْحَلـةٍ
|
لا تَســتَقِلُّ بِهــا الوَخَّــادةُ الرُسُـمُ
|
33- لَئِــن تَـرَكْنَ ضُمَـيراً عـن مَيامِنِنـا
|
لَيَحْـــدُثَنَّ لِمَــنْ ودَّعْتُهُــمْ نَــدَمُ
|
34- إذا تَرَحَّــلْتَ عـن قَـومٍ وقـد قَـدَروا
|
أَن لا تُفـــارِقَهم فــالراحِلُونَ هُــمُ
|
35- شَــرُّ البِـلادِ بلادٌ لا صَـديقَ بـهِ
|
وشَـرُّ مـا يَكْسِـبُ الإِنسـانُ مـا يَصِمُ
|
36- وشَــرُّ مـا قَنَصَتْـهُ راحَـتي قَنَـصٌ
|
شُــهْبُ الـبُزاةِ سَـواءٌ فيـهِ والرَخَـمُ
|
37- بــأَيَّ لَفْــظٍ تَقُـولُ الشِـعْرَ زِعْنِفـةٌ
|
تجُــوزْ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وِلا عَجَـمُ
|
38- هـــذا عِتـــابكَ إِلاَّ أَنَّــهُ مِقَــةٌ
|
قــد ضُمِّــنَ الــدُرَّ إِلاَّ أَنَّـهُ كَـلِمُ
|
الاثنين، 6 أبريل 2015
التفكير النقدي والبلاغي عند الشريف الرضي دراسة في المنهج والمنوال
إن
نشوء الشريف الرضي في بيت يتخذ كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام منهاجا، ويعتمد
خطب الإمام رضي الله عنه دستورا في الأخلاق والسياسة والاجتماع وتربية الأذواق
وصقل المواهب. إن كل هذا، إلى جانب ثقافته المتشعبة منحه القدرة على الخوض في كل
أجناس الكتابة والتأليف المعروفة في زمنه، وأكسبه الإحساس العميق والمتفرد بسحر
الكلمة، وأهله لفهم المقاصد وتسديد المفاسد، وأورثه الذوق الرفيع لتمييز العيي من
البديع.
ففي
غمرة الكتابة والتأليف سجل الشريف الرضي مجموعة من الآراء النقدية المتقدمة التي
جاءت موزعة بين متون مؤلفاته وأبيات قصائده، والتي تنم بوضوح عن قناعاته الدينية
ورؤاه البلاغية، وتسمح بتحديد منهجه في النقد والترشيد. وللوقوف على هذه الآراء
النقدية وخبر ماهيتها وتسطير أسلوبه في التقويم الدلالي والتعبيري والمنهجي، سننظر
فيها من زاويتين؛ إحداهما بلاغية والثانية شرعية. والذي حملنا على هذا التقسيم هو
الرغبة في تبسيط مساطر التحليل، وإلا فالاشتغال على اللغة يظل واحداً وإن تعددت
تجليات هذه اللغة.
1-
الناقد البلاغي :
إذا
كان الشريف الرضي لم يخلف كتابا مستقلا في البلاغة والنقد، فإنه قد خَلَّلَ كثيرا
من مؤلفاته بآراء تسمح لنا بعده ناقدا بلاغيا دون ادعاء؛ ناقدا مرهف الحس، رفيع
الذوق، أحس الكلمة وعاش سحرها، وخبر أدوارها في تشكيل الشخصية الفنية، فثبت لديه
أن هذه الكلمة متى أسندتها الفطرة السليمة والطبع العفوي، جاءت مشرقة صادقة، ومتى
عدمت هذا أضحت حشوا لا يلتفت إليه. وسنبسط القول في هذه الآراء على النحو الآتي :
الثلاثاء، 6 يناير 2015
الغرض الشعري الماهية والتجلي دراسة نقدية
(مطبوع دراسي)
السنة الجامعية
2014-2015
ذ. الرحالي
الرضواني
الغرض الشعري :
الماهية والتجلي
جرى
في عرف التداول عد الغرض الشعري، في أبسط تعريف، ضربا من أضرب التعبير عن الإحساس
بآثار الرغبة والرهبة، تدعو إليه شروط الحياة الاجتماعية ومتطلبات الواقع الحضاري
العام بما يفرضانه من أنواع العلاقات وأضرب السلوك، وبما يحتمانه من أنماط العيش،
وطرق ضمان وسائل هذا العيش وتحقيقه داخل تجمع بشري معين في لحظة تاريخية معينة.
والغرض الشعري بحكم تعبيريته واختزاليته يمثل رؤية عامة للعالم ؛ رؤية تختزل الوعي
بواقع الأشياء، أو هي على الأقل تختزل الإحساس الموهم بإدراك هذه الأشياء. كما
يمثل أداة طائعة تعكس تجليات الحياة العامة، فتراه ينمو بنموها ويتعدد بتعددها على
نحو ما يخبو بخبوها، وينكمش وينحصر بانكماشها وانحصارها.
وفي
ضوء هذا الفهم للطبيعة التعبيرية، والقدرة الاختزالية والتمثيلية التي يمتاز بها
الغرض الشعري بشكل عام، يمكن تقصيه ومعالجته في التراث الإبداعي العربي القديم
عموما.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)