(مطبوع دراسي)
السنة الجامعية
2014-2015
ذ. الرحالي
الرضواني
الغرض الشعري :
الماهية والتجلي
جرى
في عرف التداول عد الغرض الشعري، في أبسط تعريف، ضربا من أضرب التعبير عن الإحساس
بآثار الرغبة والرهبة، تدعو إليه شروط الحياة الاجتماعية ومتطلبات الواقع الحضاري
العام بما يفرضانه من أنواع العلاقات وأضرب السلوك، وبما يحتمانه من أنماط العيش،
وطرق ضمان وسائل هذا العيش وتحقيقه داخل تجمع بشري معين في لحظة تاريخية معينة.
والغرض الشعري بحكم تعبيريته واختزاليته يمثل رؤية عامة للعالم ؛ رؤية تختزل الوعي
بواقع الأشياء، أو هي على الأقل تختزل الإحساس الموهم بإدراك هذه الأشياء. كما
يمثل أداة طائعة تعكس تجليات الحياة العامة، فتراه ينمو بنموها ويتعدد بتعددها على
نحو ما يخبو بخبوها، وينكمش وينحصر بانكماشها وانحصارها.
وفي
ضوء هذا الفهم للطبيعة التعبيرية، والقدرة الاختزالية والتمثيلية التي يمتاز بها
الغرض الشعري بشكل عام، يمكن تقصيه ومعالجته في التراث الإبداعي العربي القديم
عموما.