الخميس، 19 أبريل 2012

بحوث ومناظرات - توجيهات منهجية


مدخل أولي: في تحديد المصطلحات
قبل أن نعرف بعنوان المادة "منهجية البحث" لابد من الوقوف على مصطلحات المعرفة والعلم والبحث لأن هذه المصطلحات تكون إصدارا عاما للمادة المنهجية وللكلمتين المكونتين لعنوانها فيكف يمكن التفريق بين المعرفة والعلم والبحث باعتبار أن هذه المصطلحات كثيرة الاستعجال ففي مجال الثقافة فهل هذه المصطلحات كثيرة الاستعجال في مجال الثقافة فهل هذه المصطلحات تعني شيئا واحدا أم تعني الاختلافات يجب معرفته.
1- المعرفة Connaissance:
هي كل ما تجمع لدى الإنسان من معلومات علمية وتجارب عملية مقصودة وغير مقصودة وبهذا المعنى يمكن التفريق بين مستويات المعرفة فهي معرفة حسية حين يقتصر أخ الإنسان لها على ما تلتقطه الحواس بغير قصد كالسمح والبصر واللمس ففي مجال التاريخ نلتقط الأخبار بالسماع ونشاهد الأحداث بالبصر وهكذا اتصح لدينا معرفة بسيطة حول كل ما نصادفه من ظواهر طبيعية واجتماعية معرفة فلسفية تبدأ بطرح الإنسان بعض الأسئلة لا يجاد تفسير ما للظواهر  الكونية والعلائق المنظمة لها ولكن دون أن يقصد إلى ذلك أو يريد الوصول إلى النتائج الحاسمة في آجال محددة ولهذا قبل أن الفلسفة سابقة عن العلم فهي مرحلة من كسب المعرفة السابقة عن المرحلة العلمية ومن أمثال ذلك تساؤل الإنسان عن ظاهرة فناء الدول وتطاحن الأمم. معرفة علمية حين يصير كسبها مقصودا ومنظما فتبدأ بالملاحظة ثم التجربة والدراسة لبلوغ هدف أول هو الوقوف على الحقيقة الجزئية ثم محاولة استخراج قواعد مفسرة ناظمة لكل الحقائق الجزئية ثم محاولة استخراج قواعد مفسرة ناظمة لكل الحقائق الجزئية ثم محاولة تعميمها على تاريخ منطقة أو عصر وحتى على تاريخ البشرية كلها.
2- العلم Science:
هو دراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية عن طريق الملاحظة والتجريب أو باتباع منهج محرك وفعال لبلوغ الحقائق ثم تصنيفها ومحاولة تنسيقها لتعطي قوانين عامة فهو بمعنى آخر المعرفة المنهجية الهادفة إلى تحديد أسباب وطبيعة الموضوع المدروس ويعرف أيضا بأنه كل الحقائق والقوانين المكتشفة عن طريق الملاحظة والتجريب أو بمنهج مجدد وفعال وقد يطلق عالم على من اكتشف تلك الحقائق وتوصل إلى تنميقها ببناء قوانين عامة مفسرة أو على إنسان استوعب تلك الحقائق والقوانين دون إسهام في اكتشافها. فالعلم في النهاية هو المعرفة المحصلة عن طريق استعمال المناهج المتعارف عليها في البحث وهو فرع من المعرفة أي المعرفة المقصودة.
2- البحث recherche:
عرفنا من قبل أن المعرفة معلومات عن الظواهر الطبيعية والاجتماعية يحملها الإنسان بطريقة مقصودة وعرفنا أن العلم هو المعلومات التي يحصلها الإنسان بطريقة مقصودة فقط مستعملا فيها المنهج؛ اي منهج متعارف على فعاليته في التوصل إلى حقيقة ما في مختلف الميادين وهكذا نلاحظ أن التعريفين ينص إلى نتيجة التجارب الانسانية المقصودة وغير المقصودة في حين أن البحث ينص في معناه إلى كونه وسيلة وليس غاية في حد اته وإن كان يفضي إلى الحقيقة اي إلى العلم.
فالبحث طريقة منظمة واستقصاء دقيق لاكتشاف حقائق جديدة أو تصحيح آخر موجودة، أو إلغاء أجزاء منها، أو استكمال جوانب ناقصة فيها فهو إذن وسيلة توصلنا إلى امتساب علم جديد، ومن ثم معرفة علمية.  ولابد من الإشارة إلى أن البحث مراحل، كل مرحلة منها تؤدي إلى العلم.
المرحلة الأولى الابتدائية:
هذه المرحلة يقوم فيها الباحثون بعلمية اجميع المعطيات حول إشكالية ما فإنه دقة استعجال فهذه الحقائق في موضوع إشكالي وهي تعتمد على الملاحظة والتجويد أو الجمع  والتنقيب في موضوع معين مع تسجيل النتائج المحصل عليها دون تصرف فيها أو توظيف لها مثال ذلك أن يقوم الباحث باستنطاق رجال المقاومة وكتابة شهاداتهم مع الوقوف عند هذا الحد.
المرحلة الثانية التركيبية:
 تعتمد هذه المرحلة أساسا على سابقتها مرحلة جمع الوثائق وتسجيل المعطيات والحقائق دون تصرف فيها. وتعتبر المرحلة الأولى من البحث أساس كل عمل إذ بدونها-وخاصة في مجال التاريخ-لايمكن إنجاز أي بحث. ففي المرحلة الثانية يقوم الباحث بطرح إشكالية يريد من خلالها توضيح جانب غامض أو تغيير رؤية سائدة عن الموضوع أو غير ذلك من الإشكاليات ويرمي من خلال توظيف الحقائق والمعطيات إلى الإجابة عن اسئلته. وفي هذه المرحلة لابد من النقد والمقابلة والتفسير إذا كانت الإشكالية جديدة، أو علماء وجهة نظر مغايرة أو تفسير جديد إذا كانت الإشكالية مدروسة. فالبحث في هذه المرحلة توظف فيه الوثائق والمعطيات لإيجاد حل لإشكالية ما. ولبلوغ ذلك لابد من اتباع الخطوات الآتية:
1- جمع المادة الخاصة من وثائق وروايات ودراسات منجزة وغير ذلك.
2- القيام بتصنيفها ونقدها ومتقابلتها بعضها مع بعض معتمدا التسلسل المنطقي.
3- تكوين صورة عن الموضوع تظهر بعد النقد والتصنيف.
4- إعطاء الحقيقة المخالفة لما توحي به الوثائق قبل نقدها أي إعطاء وجهة نظر خاصة، وبمعنى آخر إعطاء رأي في الموضوع وهو بمثابة الإجابة الجديدة عن الإشكالية.
والخلاصة أن البحث في المرحلة الثانية التركيبية يكون معنيا بإشكالية جزئية منفردة، يطمح فقط إلى إجابة على اسئلة خاصة لا تعني بكل العينات وبجميع الحالات إ لو فعل الباحث ذلك لانتقل إلى المرحلة الثالثة من البحث وهي المرحلة التعميميمة.
 مرحلة التعميم:
تعتمد هذه المرحلة على نفس خطوات البحث المتبعة في المرحلة التركيبية إلا أنها بدل أن تدرس جزئية واحدة و****تدرس كل جزئيات الموضوع بل وقد تدرس مواضيع بأكملها لكي يجد تفسيرا عاما يصبح قانونا بل وربما من هجا في تفسير الظواهر المتشابهة مع الظواهر التي درست وأستخرج منهجا في تفسير الظواهر المتشابهة مع الظواهر التي درست واستخرج منها ذلك القانون العام المفسر لمفرداتها كلما ****.
فلو أردنا الحصول على قانون مفسر لقيام الدول واندثارها في المغرب مثلا نقوم أولا بدراسة أسباب قيام وسقوط كل دولة على حدة ثم تجميع الأسباب المتشابهة لدى كل الدول. فإذا وجدنا أن الأسباب تتقارب كلها فإننا نسطر قانونا مفسرا لظهور الدول وسقوطها؛ وقد يصبح كذلك التفسير صالحا كلما توفرت نفس الظروف لتفسير أي دولة مغربية حاضرا ومستقبلا. وهذا يمكن المؤرخ من معرفة التعامل مع الدولة التي تعاصره بل يمكنه السعي إلى تجنب سقوطها فيمدد لها في العمر ****هذه. ومجمل القول في البحوث بأنواعها الثلاثة أنها تتكامل وتتدرج من المرحلة الأولى إلى الثانية إلى الثالثة لتعطي لنا بحوث ويتسن لكل من ****مرحلة منها باحثا يدفع العلم والثقافة إلى الأمام ويزيدها تطويرا واتساعا والعيب ألا ينجو المرء أي نوع من البحوث.
كيف نجد موضوعا للبحث:
1- يختار الباحث العصر التاريخي الذي سينجز فيه بحثه كأن يختار التاريخ القديم أو الوسيط أو الحديث او المعاصر ويمكن لهذا الاختيار أن يصير أكثر دقة لتحديد البلد أو المرحلة من لك العصر الذي اختاره. ومثال لك أن يختار الباحث العصور الوسطى الإسلامية، فيبحث فقط في العمر الوسيط المغربي.
2- قراءة المصادر والمراجع المتعلقة بذلك العصر أو تلك المرحلة، ولكي يحصل على هذه المصادر والمراجع يكفي الباحث أن يقف على مرجع واحد من هذه المرحلة فيجد في آخره قائمة عناوين الكتب المتعلقة بعصر بحثه، فينطلق من خلال هذه القائمة في قراءاته باحثا عن موضوع العمل.
3- نجد موضوع البحث بثلاث طرق:
-              الطريقة الأولى أننا اثناء مطالعتنا للمصادر وخاصة المراجع نجد إشارات في بعض فصولها أو في نقط تندرج تحت الفصول قول اكتداب بأن هذا الفصل أو هذه النقطة تحتاج إلى دراسة خاصة لا يسعنا تفصيلها في هذا البحث.
-              الطريقة الثانية أن تعرف من خلال مطالعتك العامة للمصادر والمراجع المتعلقة بالمرحلة التي عينتها للبحث موضوعا غير مدروس، أو نقصا غير مكمل في قضية ما من هذا التاريخ، فتتخذ ذلك النقص موضوعا لبحثك.
-              الطريقة الثالثة أن يقترح عليك الأستا المشرف الذي يكون عادة مطلعا على الثغرات التي يجب ملؤها في ذلك التاريخ وقراءتك للمراجع والمصادر بحثا عن الموضوع توصي بك إلى الخروج بعنوان أو عناوين تجعلها علامة مضمن بحثك.
العنوان:
مفهومه العام:
العنوان هو جملة أو عبارة ملخصة لما يفصلها من كلام سواء كان التفصيل فكرة واحدة أو فقرة متضمنة لأفكار أو أكثر من ذلك. هذه الفكرة أوردها بنميس عبد السلام. أو الإسم المميز للكتاب أو الشعر أو الصورة أو المقطوعة الموسيقية.
عنوان البحث:
هو تركيز عناصر الموضوع في كلمات تصبح أبوابا في تصميمه. أو تلخيص لهذه العناصر في كلمات منبئة بما تحتها من تفصيل الابواب أو الفصول إذا ما كان البحث فهؤلاء فقط. ولابد من التزام الوضوح في العنوان حيث يحتمل تفسير واحد فقط. ومثال ذلك عنوان هذا البحث المنجز لشعبة التاريخ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال للموسم الجامعي 1993-1994 "العلاقات المغربية السودانية على عهد أحمد المنصور الذهبي 1572-1603م" فهذا العنوان إذن جامع لعناصر الموضوع الكبرى بامتياز، إذ لو نظرنا إلى تصميمه لوقفنا على ذلك بسهولة:.
- فالبحث مقسم إلى 3 فصول:
الفصل الأول: العلاقة السياسية بين المغرب والسودان
الفصل الثاني: العلاقة التجارية بين المغرب والسودان على عهد أحمد المنصور
الفصل الثالث: العلاقة الثقافية بين المغرب والسودان على عهد أحمد المنصور
ونلاحظ أن تكرار بين المغرب والسودان على عهد "أحمد المنصور لا داعي له مادام العنوان مصرحا بذلك مكانا وزمانا.
وأخيرا لابد من التنبيه إلى أن العنوان قد يكون تقريبيا، نعود إلى تحويره أو النقص منه أو الزيادة فيه بعد قطع أشواط في العمل، وفي بعض الأحيان بعد الانتهاء منه. وبعد إيجاد العنوان نشرع في إعداد تصميم أولي له.
التصميم الأولي أو خطة البحث:
إذا وجد الباحث موضوع بحثه، واستقى اختيار على عنوان مناسب له، تكون الخطوة التالية هي رسم خطة أولية للبحث. وقبل التعريف النظري بخطة البحث لابد من تبيان كيف يجدها الباحث. إنه يركن إلى نفس وسيلة إيجاد الموضوع فلابد له من قراءة مجموع مصادره ومراجعه المتوفرة حتى يسلم بجوانب الموضوع اي ما يمكنه التفصيل فيه، وما يصعب إيجاد المعلومات لشأنه. فإذا فعل هذا تمكن من رسم خطة متوازنة وقابلة للإنجاز. فماذا نقصد بالخطة إذن؟
التصميم أو الخطة هو رسم أولي لمحتويات البحث من أبواب وفصول ومباحث. فالتصميم إذن عبارة عن خلاصة بخطوات وموضوع البحث وهو في الأخير مرحلة متوسطة بين البحث والتحرير (تعريف أنكلوسكسوني).
ورغم هذا التعريف فإن الحديث عن قواعد تحدد رسم التصميم الأولى أمر غير وارد ولكن التصميم مع ذلك. (تعريف فرنسي) ولكن التصميم مع ذلك لابد فيه من جد ومراعاة الجانب التطبيقي لأن كل موضوع يختص بتصميم، وكل مؤرخ يجتهد لوضع التصميم.
تكوين بيبلوغرافيا للبحث:
تسمى هذه الكتب المجمعة ببليوغرافيا العمل ولذلك فنحن نعني أولا بطريقة إيجادها ثم بكيفية الاحتفاظ بها واستعمالها.
فيما يتعلق بإيجادها سبق أن بينا بعض الوسائل لذلك كالرجوع إلى قائمة المصادر المستعملة في أي مرجع استعملناه، واتخاذ تلك المصادر ضمن ضمن لائحته البيبلوغرافية، ونضيف إليها ما نجده في فهارس المكتبة، أو في معاجم اللغة أو في تراجم الكتاب، أو في دوائر المعارف والموسوعات، أو في مؤلفات خاصة بالإنتاج الفكري لعصر ما مثل كتاب ليفي بيروفنسال "مؤرخو الشرفاء"، أو محمد منوني مصادر تاريخ المغرب. وهناك بالنسبة للمخطوطات فهارس تصدر عن دور المحافظة كالخزانة الحسنية بالرباط، والخزانة العامة. وقد يتصدى الباحث لجميع المخطوطات بنفسه من السكان أو من المراكز المتوفرة عليها كالزوايا والمحاكم ومكاتب العدول وغيرها.
هذه المصدر المجموعة لابد من ضبط وتنظيم، يتم ذلك بأن يتخذ الباحث لكل منها بطاقة خاصة يدون عليها اسم الكاتب وعنوان الكتاب  ومكان طبعه، ودار طبعه، والطبعة وتاريخ الطبع، وعدد الصفحات التي فيها معلومات حول موضوع بحثه، يضيف إلى ذلك بعض النقد لهذا المصدر أو المرجع. لكن موضوع البحث مثلا: الاقتصاد الروماني بموريتانيا ال*****خلال الربع الأخير الأخير من القرن 4 الميلادي.
مثال أحد المراجع المتعلقة بهذا الموضوع:
مكتبة المعهد:
Salam (P) ; les voies romaines de l’Afrique du nord, Algér avec cart.B.T. « Resseau routier de l’Afrique romaine », p.p 105-130.
كتاب يتناول الموضوع بشكل غير مباشر يمكن الاستفادة منه في تحديد الطرق بضفتها جزءا من البنية التحتية للاقتصاد.
أو ليكن الموضوع مثلا "البحث التاريخي بين السرد والمنهجية".
مثال أحد المراجع المتعلقة بهذا الموضوع:
الوافي محمد عبد الكريم: خزانة كلية الآداب بني ملال 901، منهج البحث في التاريخ والتدوين التاريخي عند العرب، بنغازي، منشورات جامعة قار يونس ط.1، 1990، كل الكتاب يفيد في السرد وكل عناصر الموضوع غير أنه لا يدقق ولا يحسم في كثر من النقاط.
وقد لا يتأتى للطالب في البداية توضيح فائدة الكتاب أو المقال نظرا لعدم حصوله عليه. فعليه أن يقدم له تقسيما على البطاقة المخصصة له بعد الاطلاع عليه ويستحسن ترقيم هذه المصادر والمراجع على اليمين أو اليسار لمعرفة عددها المحصل لأن العدد يبعث على الاطمئنان، والتوقف عن الزيادة إن كان كبيرا، كما يدعو إلى الاستزادة من المصادر والمراجع إذا كان عددها قليل.
والخطوة التالية لتكوين البيبلوغرافيا وتنظيمها هي بداية القراءة المنظمة لها (متتبعا) مبتدءا بالأهم فالمهم لأن المصادر عادة تتفاوت إذ على الباحث أن يرتبها بحسب أهميتها مثل: -المصادر الاساسية-المصدار الثانوية-المصادر التكميلية أو أن يسميها المصادر الأولى والثانية والثالثة والرابعة. ولكي تكون القراءة منتظمة لابد من ربطها أولا بعناوبن خطة البحث، وثانيا نقل المعلومات المتعلقة بالموضوع على جدادات صالحة للعمل.
الجدادة: Fiche
الجدادة هي الورقة الصغيرة التي يدون عليها الباحث المعلومات المتعلقة بالبحث وهي وسيلة ناجعة أجمع عليها الباحثون وحددوا حجمها في المقاييس الآتية (21×27 أو 17×22 سنتمتر) ومنهم من يؤكد فقط على أن تكون صغيرة، ويجمعون على أنها لا ينبغي أن تحمل أكثر من فكرة. وأن تكون متساوية الأحجام لتسهيل العمل، وأنها ضرورية لإنجاز أي بحث. وبما أنها ضرورية لابد أن نعرف كيف تنظم شكليا وما هي المضامين التي تكتب عليها؟ وما هي شروط كتابة كل مضمن.
التنظيم الشكلي للجدادة:
في التنظيم الشكلي يتفق الباحثون على ثوابت تنظيم الكتابة على الجدادة. فلابد للكتابة عنوان الباب أو الفصل أو النقطة من الفصل التي سيتعلق بها ما نكتبه على الجدادة ونكتب اسم الكاتب الذي أخنا عنه ثم عنوان الكتاب وما تعلق به من معلومات، وتثبت الصفحات والصفحة التي نقلنا منها ولابد في هذه المصادر من التمييز بين الكتاب والمخطوط والرواية الشفوية وغيرها، وأخيرا تضمن الجدادة النص المتعلق ببحثنا.
ويختلف الباحثون في طريقة توزيع هذه المعلومات على مساحة الجدادة: فمنهم من الكتب المعلومات المتعلقة بالمصدر المنقول عنه في أسفل الجدادة، ومنهم من يكتبها في أعلاها. كما يختلفون في كتابة هذه المعلومات المتعلقة بعنوان الفصل بين يمين وشمال الجدادة، وقد يختلفون أيضا في كمية ما يكتبون من معلومات على الجدادة.
ولكن هذه الاختلافات لا تؤثر على جوهر المنهجية في تنظيم الجدادة، ويعتبر كل تنظيم مقبولا مادام يحترم ثوابت كتابة الجدادة. وفيما يلي أمثلة للاختلاف الحاصل في تنظيم المعلومات على الجدادة.
Buythvillier et Jean thlard ; la methode en histoire, Paris, PUf. Que sais-je ?, p-64.
Ministère Directeurs 1962
Gaboriau les gens de bureaux 1962, P206.
« le travail serieux ne commence qu’au chef de bureaux..et plus en montre, plus la besigne devient défficile.
Nos directeurs, nos chefs de division veillent une nut sur trois ».
الخشن محمد عثمان: فن كتابة البحوث العلمية وإعداد الرسائل الجامعية، القاهرة، مكتبة بن سينا 1409ه، 1989م، ص49.
عنوان الفكرة التحليلية عليها الاقتباس
نص الاقتباس
مصدر الاقتباس
ونحن نتصور كتابة الجدادة بالشكل الآتي، منطلقين من الاضطلاع على الجانب النظري المبين للكيفية ومستفيدين من التجربة العملية.
1- الوافي، المنهجية، "وبالنسبة لهذه الأخيرة، عليك أن تكتب في رأسمال كل بطاقة، على اليمين-ويستحسن أن تكون ذلك تعلم أحمر-اسم المؤلف، ولقبه وسام المحقق (إن وجد) ثم تحته: اسم الكاتب بالكامل واسم النشر، وبلد النشر وتاريخه، ورقم الخبر (إن وجد)، ورقم الطبعة إن كانت طبعة ثانية فما يفوق، ورقم الصفحة التي تتضمن النص، المقتبس..."ص153.
الوافي محمد عبد الكريم، منهج البحث في التاريخ والتدوين التاريخي عند العرب، بنغاري، منشورات قار يونس، طبعة 1، 1990، ص153.وفيما يلي توضيح لما كتب على الجدادة:
1- الرقمان:
يتعلق الموجود على اليمين بالعنوان المكتوب إلى جانبه، وهو عنوان فيصل أو لقطة أو غير ذلك. وهو رقم ينمو مع تجدد الجدادات المتعلقة بنفس العنوان. والهدف من معرفة كم وصل عدد الجدادات المتعلقة بهذا الفصل، فإذا كثرت فإن ذلك يدعو إلى الاكتفاء بما أخذناه من معلومات متعلقة بهذا العنوان، وإذا قل عددها فغن ذلك يدعو إلى مضاعفة جهود البحث والقراءة لاستكمال جوانب العوان الذي نأخذ المعلومات حوله.
يمثل الموجود على الشمال بالمصدر المأخوذ منه. وسينمو الرقم كلما اعتمدنا على هذا المصدر ولو تغير العنوان الذي نأخذ المعلومات حوله. وهذا الرقم يبين لنا كم جدادة أخذنا من كتاب الوافي مثلا. وقد تكون مجزأة على عناصر الموضوع، فإذا انتهينا من هذا المصدر إلى غيره بدأنا الترقيم من واحد.
2- المنهجية:
عنوان العنصر الذي تجمع حوله المعلومات: الوافي: المصدر الذي نقوم بقراءاته لأخذ المعلومات.
النص بين مزدوجتين: هو الذي يعنينا في نقطة المنهجية من هذا الكتاب وينتهي بذكر الصفحة.
في الأسفل توجد الإحالة الكاملة على المصدر الذي نأخذ منه وتكتب كاملة فقط على الجدادة الأولى أما الجدادات اللاحقة فنكتب عليها فقط اسم الكاتب، عنوان الكاتب الصفحة. وإذا ما انتهت الصفحات داخل مقتبس واحد تثبت رقم الصفحة حين ينتهي الأخذ منها وسط النص المقتبس.
المضامين التي تكتب عليها:
إن ما نكتبه على الجدادة لا يمكن أن يكون إلا أحد ثلاث:
اقتباسا أو تلخيصا، أو إعادة صياغة بحسب ما يرغب فيه الكاتب.
الاقتباس:
يكون عادة عند الرغبة في الاستشهاد بأقوال الكتاب، وتفعل ذلك لكي لا تتحمل المسؤولية في الإدلاء بها.
ومن شروط الاقتباس أن يكون أولا نادرا حتى لا نجعل بحثنا عبارة عن نقول، ويكون ثانيا كلام الكاتب بالمعروض، وبالترقيم لا تصحيح وتعديل. وإذا حصل شيء من ذلك لابد من التبيه عليه، وكذلك إذا كان في النص خطأ لابد من قولنا [كذا] = [Si] ومعنى ذلك "هكذا وجد في الأصل" والشرط الثالث أنه يجوز الحذف من الاقتباس وذلك لتعويض المحذوف بثلاث نقط (...) إذا اتفق منهجيا على أنها ترمز للحدف والشرط الرابع أنه إذا أراد المقتبس إضافة شيء داخل النص كان يوضح أو يفسر أو غير ذلك، فعليه أن يضعه بين معقوفتين[] والشرط الخامس والأخير أن يوضح الاقتباس بين مزدوجتين، هذا الكلاك للحسن محمد عثمان.
التلخيص:
ويكون حينما يردي الكاتب تسجيل الفكرة العامة، فقط تلك التي عبر عنها الكاتب في غشارة طويلة وهي الطريقة المفضلة في نقل المعلومات على الجدادة لأنها تحتل المركز الاساس فيما ينقل من المعلومات.
ومن شروط التلخيص الشكلية:
أولا- تقبل فكرة واحدة ملخصة على الجدادة وتفادي زيادة فكرة أخرى لأن لك يمنكن الباحث من إعادة ترتيب الفكرة كلما احتاجها في نقطة أخرى من البحث دون أن تحدث إزالتها من مكانها الأول خللا ما.
ثانيا- نقلها بأسلوب الباحث باقتباس جمل الكاتب صاحب المصدر، فذلك يسهل العمل أثناء التحرير إذ يمكن للباحث إدخال تلك الفكرة المنقولة في سياقها من البحث دون الحاجة إلى إعادة صياغتها بأسلوب آخر.
ثالثا- أن تكون هه الفكرة خاصة للكاتب الذي تنقل عنه غير متداولة أو معروفة لدى الباحثين لأن الفكرة المتعارف عليها والمتداولة تصير فكرة الجميع مما يمكن الباحث الجديد من كتابتها وكأنها فكرته دون أن يحيل على صاحبها. وهكذا تأخذ الباحث الأفكار الجديدة أو الخاصة للكاتب. فإذا أدخلها في بحثه أحال على صاحبها.
رابعا- أن تكون الفكرة صحيحة المحتوى فلا يمكن أخذ الفكرة الخاطئة إلا غذا أريد التعليق عليها أو دحضها.
3- إعادة الصياغة:
هي أن ينقل الباحث على الجدادة جملا بعينها أو معان يحتاج إليها وقد تكون فقرة أو أكثر ولكن يجب أن يعيد صياغتها باسلوبه الخاص أي ينقل نفس المعلومات ولكن في أسلوب مخالف لأسلوب الكاتب ومن شروط إعادة الصياغة أن لا تكون إلا عند عجز الباحث عن التلخيص نظرا لأهميته ودقة المعلومات إذ يضطر لاعتمادها بحدافيرها فلا بأس من نقلها في تلك الحال كاملة بأسلوب خاص، والخلاصة أن ما نكتبه على الجدادة يوظفه جميعها في فصول البحث بحسب الحاجة، فيتحول التلخيص وإعادة الصياغة إلى أفكارنا عن المتن مع الإحالة على اصحابها بينما يبقى الاقتباس لأصحابه وربما هذا اسم الكاتب قبل كتابة نص الاقتباس الذي يكون عادة استشهادا على فكرة ليدافع عنها و****جديدة أو لنرفضها ملصقين إياها بصاحبها وكأننا بكتابتها تمييز لها عن مكتوبنا في البحث.
فإذا اكملنا جمع المعلومات في الجدادات وبدا لنا أنها قادرة على إعطائنا ما نريد من معان وأفكار حول كل عنصر عنصر من الموضوع إلى مرحلة التحرير على المسودة وإذا كانت هذه الخطوة هي التي تلي عملية جمع المعلومات وتدوينها على الجدادات فإننا لا نختلف في التحرير Reaction هو  تمام البحث وكماله وبما أن البحث المحرر يصبح كتابا منظما نفضل أن نترك مرحلة التحرير لنبدا التعريف بكل عناصر البحث من بدايته وهي كالآتي:
6- الإهداء:
أول ما نفتح البحث بعد صفحة العنوان؛ وهي صفحة مشابهة لما على الغلاف من معلومات متعلقة بالجامعة والكلية على أعلى يمين الصفحة والشعبة والتخصص على أعلى شمالها، وفي الوسط نجد عنوان البحث، وفي أسفل يمين الصفحة اسم الباحث، وفي الجهة اليسرى المقابلة اسم الأستاذ المشرف، وفي وسط أسفل الصفحة السنة التي أنجز خلالها البحث.
فإذا فتحنا البحث بعد صفحة العنوان نجد في أحيان كثيرة الإهداء على صفحة خاصة. ويرمي من وراءه الباحثون غالبا إلى رد الجميل معنويا لمن أحبوه أو ساعدهم أو قد يشيرون بهذا الإهداء إلى أهمية البحث بالنسبة لفئة من الناس، أو حتى ***. ولهذا قد يكون الإهداء عاما ***لمؤسسة أو حكومة او بلد أو أمة، وقد يكون خاصا بشخص كالسلطان أو المديرة أو الوالدين، أو الزوجة، أو الصديق، أو الأستاذ.
ورغم أن بعض الباحثين لا يعملون به إلا انه صار تقليدا تعارف عليه الباحثون ولابد من التنبيه إلى انه كان موجودا عند الباحثين القدامى من امتنا ولذا ****مثالا على ذلك  إهداء بن خلدون فيما يتعلق بتخصص التاريخ فقد أهدى تاريخه إلى السلطان أبي عفان المريني فيقول في هذا الشأن "أتحفت بهذه النسخة منه خزانة مولانا السلطان الإمام المجاهد، ...تبسط له من العناية مهادا، وتفسح له في جانب القبول آمادا...".
ويهدي عبد اله العربي كتابه تاريخ المغربي قائلا: "إلى ذاكرة أبي". " A la mémoire de mon père".
وأحمد بدر الذي اعتمدنا عليه الكثير من عناصر المنهجية يهدي كتابه لزوجته تقدير لها على تضحيتها وصبرها.
7-  التقديم العام:
إذا انتقلنا من صفحة الإهداء في بحث مطبوع أكاديمي، نجد إما صفحة الشكر إذا خصص الباحث للشكر صفحة منفردة، ونحن لا نرى أن تخصص للشكر صفحة، بل الصواب أن يأتي الشكر في محله المناسب من التقديم العام، أي بعد التحدث عن الصعوبات التي تعترض الباحث، وبعد أن يذكر من ساعدوه على تدليلها، فمن المنطقي أن تبع ذكره بشكره في هذا المكان، وهو المكان المناسب للشكر، ومع هذا فإن صفحة الشكر في البداية أصبحت إذا ما وضعت تقليدا مقبولا.
قلنا إما أن نجد هذه الصفحة أو نجد التقديم العام للبحث، وننبه إلى أن بعض الباحثين يسميه المقدمة. ونحن نرى بأن هذا التقديم ليس مقدمة، لأنهما يختلفان فيما يقدمانه من معلومات للقارئ، كما يختلف مكانهما داخل البحث، ولذلك سنؤجل الحديث عن المقدمة إلى مكانه الذي تراه مناسبا لوضعوا فيه ونتناول هنا التقديم العام.
فالمقصود بتقديم البحث هو القيام بعرض عناصر عرض موجز للتعريف به. وإذ ما استعرضنا هذه العناصر المنهجية التي يتكون منها والتي اتفق على جلها الباحثون. يتضح الهدف من العرض، ويكون بالفعل تقديما لبحث سيتعرف عليه قارؤه قبل مطالعته كله ويتكون التقديم العام من العناصر التالية:
1- طرح الإشكالية: يتكون طرح الإشكالية من عناصر لابد من توضيحها مفصلة لكي يعمل على تحقيقها الباحث المبتدئ وهي:
-     نظرة تاريخية عامة عن الفترة التاريخية التي سبقت المرحلة موضوع البحث، إلى أن نصل إلى الحدث المرابط مع الموضوع فنحدد مكان الموضوع وزمانه.
-     طرح الاسئلة: وهي بحسب ما نريد بحثه، فقد يكون عن الإنسان أو الاطوار أو عن النتائج، وقد تكون على جميعها. تلك الاسئلة هي التي تصير أبواب الباحث أو فصوله في تصميم البحث أو خطته.
2- دواعي أو اسباب اختيار البحث: والأسباب إما أن تكون موضوعية أو ذاتية. فالموضوعية مثلا:
-     غياب أسباب حدث ما وعدم خوض أي باحث آخر قبلك في الكشف عنها. وبهذه المناسبة سيستعرض الباحث من سبقوه إلى الكتابة في الموضوع ولكنهم لم يتعرضوا لهذه الإشكالية التي تم البحث فيها.
-     موضوع لم يبحث فيه قبلك جملة وتفصيلا، اي أنك تبحث فيه لأول مرة.
-     موضوع بحثت فيه وارتكبت فيه أخطاء عمدا أو سهوا، أو لغياب بعض الوثائق التي اتيح له أنت أن تحصل عليها أو على بعضها. إلى غيرها من المبررات الموضوعية.
ومن الاسباب الذاتية التي تدعو إلى اختيار الموضوع ما يلي:
-حبك لهذا التاريخ وميولك مطالعته من صغرك.
- سؤال الناس لك عنه، وأنت طالب في التاريخ فلم تعرف، فكان ذلك حافزا شخصيا أو ذاتيا لك.
- حبك للحق وللموضوعية جعلا منك إنسانا تتحقق لتصويب ذلك الخطأ الي يعتمده من سبقوك، ولتكشف عن الحقيقة في ذلك الموضوع إلى غيرها من المبررات الذاتية.
3- وصف موجز لتصميم الموضوع أو محتويات البحث: ويتناول فيه الباحث عدد الأبواب والفضول وملخص ما تضمنته لتقريب العمل من ذهن الذي يريد التعرف على العمل من غير قراءاته كله.
3-    الحديث عن الصعوبات والشكر: يقول الباحث: "ولكي أحصل على معلومات هذه الأبواب، وأقوم بتحريرها، صادمتني صعوبات ويشرع في تفصيل تلك الصعوبات ذاتية كانت كقبلة معرفته باللغات الأجنبية، في الوقت الذي اعتمد على مصادر بتلك اللغات، فعانى من ضبط وإتقان ترجمة النصوص أو موضوعية لتضييعه لوقت طويل رغبة في الحصول على معلومات متعلقة بفصل، أو بنقط منه قلم يحل رغم سفره ولغائه مع فلان وفلان، ووفوده على مكتبة كذا وكذا، وأخيرا اضطر إلى حذفه من الموضوع.
ويبدأ الشكر بالقول: ولكنني استطعت بفضل مساعدة فلان وفلان، وإدارة كذا، والعاملين في مكتبة كذا..أن أذيل كثيرا من هذه الصعوبات، فلا يفوتني بهذه المناسبة أن أرفع أحر تشكراتي () وأخص فلانا الاستاذ المشرف مثلا بكامل تقديراتي ووافر تشكراتي على ما اسداه من نصائح وما قدمه من إرشادات.
وهكذا ترون أن الشكر –كما قلنا-جاء في مكانه المناسب مع الصعوبات والحديث عن تدييلها المساعدة المشكورين.
4- المختصرات: إن لائحة المختصرات، وهي مثلا اسماء المجلات والدوريات والخزانات وغيرها التي ستكتب في حروف فقط، لابد من تفسيرها للقارئ في بداية البحث،  ولنشر إلى أن هذه البداية اختلف في مكانها الباحثون، فمنهم من يجعلها مباشرة بعد صفة الإهداء، وإني لا أرى مبررا لذلك إلا إذا كان الباحث قد استعمل هذه المختصرات في التقديم، فالمكان المناسب للائحة المختصرات هو قبل تقديم المصادر ونقدها. وعلى هذه الطريقة سار كثيرا من الباحثين.
6- تقديم المصادر ونقدها: إن المقصود من التعرض لهذه المصادر كجزء من التقديم، تعريف للقارئ على الأصل الي أخت منه معلومات البحث، ليعرف هل هو اصل متين يطمئن إليه، أم ان كتابة هذه المصادر متحيزون اصحاب مذاهب وميولات جعلتهم يحرفون الواقع التاريخي.
يبدأ الباحث التقديم بالقول ولكي نحصل على المعلومات المرتبطة لهه الأبواب رجعنا إلى عدد من المصادر والمراجع، نخص منها بالتقديم تلك الأساسية ويتبع في تقديمها 3 خطوات منهجية وهي:
- كتابة المصدر كاملا كما يكتب في اللائحة الببليوغرافيا.
- تحديد الفصل أو الباب أو الصفحات بالضبط التي أفادت الباحث، والقيام بوصف تلك المعلومات في طولها أو قسرها، أو هيمنتها من حيث الدقة أو العمومية ثم لم تعد صاحبها في تحيزه إذا كان متحيزا، أو الإشادة إذا كان موضوعيا أو نزيها.
- وصف المكان الي ستوظف فيه، يعني الفصل أو النقطة التي أفادت فيها تلك المعلومات. وقد تكون تلك المعلومات قليلة الأهمية او تكرار لما جاء في مصدر آخر ****إلى ها الأمر.
والخلاصة أن نقط التقديم هذه هي أهم نقط التقديم المتفق عليها بين الباحثين وأن الترتيب الذي اعتمدناه يبدو وأكثر منطقية مع الاعتراف بأن هذه النقط يزاد عليها عند بعض الباحثين وينقص منها عند البعض الآخر كما يتغير ترتيبها عند البعض. ولا يصبح الباحثين وينقص منها عند البعض الآخر كما يتغير ترتيبها عند البعض ولا يصبح ها الاختلاف مقبولا إلا حين يبرر الباحث لماذا ازداد أو نقص أو غير الترتيب؟
8-التحري أو كتابة البحث:
قبل التحرير ننتظر كما قلنا سابقا-أن نجد مقدمة تتضمن من مسائل توضيحية متعلقة بما كتب في البحث تكون تلك الأمور الموضحة بمثابة مفاتيح تيسر متابعة البحث وفهمه، يمكن أن تتعلق هذه الأمور بشبكة أو بمقدمته ****عليها الكاتب حتى لا يقع القراء في أي بلبلة.
كما أن بعض الكتاب ينبهون على عدم الوقوع في الخلط بين التقديم الي يسمونه avant propos والمقدمة introduction ويجعلون التقديم مشابها للذي سقناه سابقا وأما المقدمة فيعرفونها تعريفا مغايرا بعض الشيء الذي عرفناه سابقا فهي عندهم تفكير في الموضوع ذاته ويجب أن تتركز عليه وتوضح المعطيات الخاصة بالموضوع وتضع المشكلة في سياقها التاريخي أو المنهجي وتشير في تلخيص إلى الخطة أو التصميم المتبع مع****.
ونلاحظ أن بهذا التعريف يلتقي في بعض عناصره مع بعض عناصر التقديم ومع ذلك تبقى المقدمة غير التقديم خاصة إذا اضفنا لها أن المقدمة شيء ملازم لكل موضوع بل قد تلازم الباب والفصل وحتى العنصر من الفصل أحيانا فلا يمكن بحال أن تكون هي التقديم العام.
إا أفرغنا من المقدمة نحرر الموضوع أو نجد تحرير الموضوع فما هي التوجيهات المتبعة في التحوير شكلا ومضمونا؟ وهل يمكن القول بتوحد كتاب المنهجية حولها؟ والجواب عن السؤال الثاني هو أنهم مختلفون في هذه النصائح إلا أنها جميعها مفيدة للباحث ويمكنه الأخذ بها جميعها إلا أننا نحن سنقتصر على الضروري منها شكلا ومضمنا فلم تعد من النصائح المنهجية المتعلقة بالشكل وترتبها حسب الأهمية.
- علاقة الوقف والترقيم.
ونؤكد أن أغلبية الكتب المنهجية تتناول هذه المواضيع وغيرها التي لا نريد الخوض فيها في هذا المقرر التوجيهي الذي يجب أن يكون مختصرا ومركزا ومنصرفا إلى اهم نقط المنهجية.
أ- الضرورات الشكلية:
أ‌-  1- التهميش:
التهميش عادة هو الكتابة على الهامش، وغالبا ما يكون هذا التهميش قصد التوضيح والتفسير، وتكملة ما ينقص من الباحث وإذا كان الهامش يوجد في أي مكان من الصفحة فإن الهامش في البحوث الأكاديمية صار موحد المعنى والمكان: فالمعنى إما أن ينصرف إلى الإحالات référence وهي المصادر والمراجع التي تؤخذ منها معلومات البحث. وإما ينصرف إلى كثير من الغايات الأخرى كذكر نص أصلي مفصل بعد أن ذكر مؤخرا في المتن لمزيد من توضيح النص أو الفكرة المختصرة أو يتعلق بشرح بعض المصطلحات أو التعريف بشخصية ما أو بلد ما، إلى غيرها من الأغراض.
والمكان المجمع على أفضليته علميا وأكاديميا هو أسفل الصفحة، فإذا جاز أن ي****عن القارئ الإيحالات فكيف بتعد عن عينة التوضيحات والتعليقات والشرح التي لا بد منها لفهم النص على أحسن وجه ولهذا وجب أن تكون الهوامش أسفل الصفحة إلا الذي يطبع البحث أما القارئ فتشوش على متابعته المعاني البحث والأولى أن تعطي الاسبقية للقارئ كما قال P.Pascon.
ونخص بالتفصيل الأبحاث دون غيرها من قضايا التهميش وذلك لما رأيناه من نقص عند طلبتنا وعدم ضبط شكل الإحالات ونقسم الحديث عنها إلى حديث عن إحالات مفضلة وأخرى مختصرة.



أ-1-1- الإحالات المنفصلة:
وهي كتابة كل المعلومات المتعلقة بالمرجع وتكون عند أول ذكر لهذا المرجع في البحث ونسجل بأن الباحثين يختلفون حول بعض الجزئيات داخل هذه الإحالة كاتخاذ القوسين عند البعض. مثلا بنيس عبد السام أو اتخاذ فقط العوامل عند البعض الآخر ولكن هذه الاختلافات لا تؤثر على اتفاقهم حول معظم عناصر كتابتها.
أولا: إحالة الكتاب
تتضمن بالترتيب اسم المؤلف عنوان الكتاب مسطرا تحته بخط أو بحروف مائلة مكان الطبع، دار الطبع، الطبعة، سنة الطبع، الصفحة.
وتطبق هذه الكتابة في شكلين نعطي مثالين على شكل منهما.
الخشت محمد عثمان، "حركة الحشاشن: تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي"، القاهرة، مكتبة يناسينا 1989، ص121.
Nexton Isaac, optics (New-york).Dover, 1952, p400.
والشكل الثاني هو الذي يتبنى العوامل ووالنقط فقط وهو أقل تعقيدا أو أكثر مرونة في الاستعمال، ومثال ذلك بالعربية والإثنية.
عبد الصمد محمد حسن، اصول البحث الاجتماعي، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية 1971، ص344.
Bell. Jamez.K.and Andrion. Acobis, A hand book of crammar style and sage, 3rd editions new yourk 1961.
ثانيا: إحالة المقال
إذا كان المحال عليه مقال في مجلة أو جريدة أو دورية فإن الإحالة عليه تختلف بعض الشيء عن الكتاب فتبدأ باسم الكاتب العائلي فالشخصي، ثم عنوان المقال موضوعا بين مزدوجة. وهناك من يضع في ***وهنا من يستغني عنها ثم أمم المرحلة غيرها مسطرا تحته أو مكتوبا بخط سميك أو متميز ثم الجزء أو العدد ثم سنة النشر رقم الصفحات التي يحتلها المقال في الدورية.
نمثل بذلك بالعربية واللغة الامينية:
بنشريفة (محمد)، "اسرة ببني عشرة"، في البحث العلمي، العدد العشار، السنة الرابعة، 1967، ص65-92 [عدد خاص بندوة جمعية، تاريخ المغرب 20-23 ، 1996].
ونقول في نهاية الإحالة الكاملة بأن الباحثين يختلفون في بعض شكلياتها ولا بأس بذلك الاختلاف ولكن الذي لا يغص في البحث الأكاديمي هو خلط الباحث بين طرق كتابة الإحالة، إذ عليه أن يتبع طريقة واحدة من بداية البحث إلى نهايته، ولابد أن يحصل عمله على الرضا إذا ما فعل ذلك، مهما كان المناقش مختلفا معه.
أ-1-2- الإحالات المجملة:
تأتي الإحالات المجملة بعد ذكر المصدر كامل الإحالة أول مرة فإذا أراد الباحث عادة الإحالة عليه اختصارها في أربعة أنواع بواعيها.
أولا-1-المصدر السابق، يساوي بالإثنية Op.cit. فها الاصلاح الأجنبي اللاثيني الأصل. وهو بالكامل *******وتعني إما مرجعا سبق كره أو في العمل المكور، وكيفية كتابة هه الإحالة إعادة كتابة الاسم المرجع السابق أو المصدر السابق ثم الصفحة، مثال مع العودة الممثل بها سابقا.
عبد الباسط محمد حسن، المرجع السابق، ص344.
Belle gamesk, and endreson A.collection, op.cit, p
وهذه الإحالة تكتب كلما تكرر الأخ من نفس المصدر الأمر الي استدعى الإحالة على صفحاته من جديد، فنحن نلجأ إليها على نفس الصفحة من تحرير البحث كلما عاد نفس المصدر واستبعدت إحالاته بعضها عن بعض بدخول مصادر أخرى بين الإحالتين، كما تكتب عند تغيير الصفحة ولو كانت الإحالة الأخيرة في الصفحة السابقة نفس المصدر.
ثانيا:إذا كان لنفس الكاتب مصدران أو ثلاثة ظل عليها لابد قبل المصدر السابق op.cit من ذكر بداية العنوان ثم ثلاث نقط تتابع ثم فاصلة ثم المرجع السابق، ثم الصفحات فلنمثل بالخشن الي استعملناه في هذا العمل مرجعين، فكلما كررناهما لابد من كتابة ما يلي:
- الخشن محمد عثمان، حركة الحشاشين..، المرجع السابق، ص
- الخشن محمد عثمان، في كتابة البحوث....، المرجع السابق، ص
ثالثا: نفس المصدر يساوي باللاثينية
واصل Ibid في اللاثينية هو Ibiden ومعناها منصرف إلى غير العاقل.
ونقول في نهاية الإحالة الكاملة بأن الباحثين يختلفون في بعض شكلياتها ولا بأس بذلك الاختلاف ولكن الذي يغض في البحث الأكاديمي هو خلط الباحث بين طرق كتابة الإحالة إذ عليه أن يتبع طريقة واحدة من بداية البحث إلى نهايته ولابد أن يحصل على الرضى إذا ما فعل ذلك، مهما كان المناقش مختلفا معه.
أ‌-  1-2-الإحالات المحلية:
أي إلى الكتاب الكاتب وهي بالفرنسية le même وقد ترجمت لتقتربان في المعنى في حين أن الترجمة الأقرب إلى المعنى هي نفس الكتاب أي المصدر وهي إحالة مختصة تكتب عندما تتلوا-من غير فاصل-إحالة سابقة على نفس المصدر والمرجع وتكون بعد الإحالة الكاملة أو إحالة المصدر السابق op.cit ونشر صورها هو تغيير الصفحة على الإحالة السابقة، إذ لو تطابق معها في رقم الصفحة تكتب النوع الرابع من الإحالات وهو نفسه= ID
رابعا: نفسه IDE وهو اختصار Idem ومعناه باللاثينية ينص إلى العامل يعني الكاتب وليس الكاتب وبالفرنسية lui meme ولابد من توفر *****لاستعمال هذه الإحالة.
أولا-أن تتلو الإحالة على نفس المصدر بالصيغ الثلاث السابقة المرجع السابق نفس المرجع.
ثانيا-أن تتفق مع سابقتها في الصفحة:
والخلاصة: إن التهميش أمانة وضبط+المعلومات البحث، وزيادة في توضيحه وأهم عنصر من التهميش هو الإحالة على المصادر والمراجع. فهي الميزة للبحوث العلمية الأكاديمية عن تلك التجارية الإنسانية التي لا تحضى بأي احترام أو قبول في الأوساط الثقافية عموما والجامعية خصوصا.
ولابد من التذكير بأن أية طريقة متبعة في الإحالات إذا ما التزمها الباحث من البداية إلى النهاية تكون مقبولة ولكن الباحث ولا غيره لا يستطيع الادعاء لها بأنها طريقة مجتمع عليها في أعراف البحوث الجامعية. فالمرجع وحتى يتعلم الطالب أساسيات البحث أن يتعلم الطريقة الأكاديمية مضبوطة ومفصلة وخاصة في أول عمل له في الميدان البحث العلمي.
ب- الترقيم:
إن الترقيم مصطلح يطلق على ثلاثة أشياء تنظم المكتوب شكليا ولها دلالة عميقة ووظيفة مركزية لتوضيح المكتوب وتسهيل قراءاته وفهمه فالشيء الأول هو علامات الوقف والثاني علامات الحصر الثالث وضع الأرقام، ونحن نرى بأن استعماله أو به  ***ذلك نهائيا، فهي علامات الوقف ولهذا نخضعها في مكتوبنا هذا بالتفصيل راجعين أن تعم الفائدة بذلك.
ب-1-علامات الوقف:
إن علامات الوقف تنصرف إلى النقط بمختلف أنواعها وكذلك إلى الفواصل ولها وظيفتان شكلية ومضمنية فوظيفتها الشكلية لتسهيل القراءة والمضمنية تبدان العلاقات المنطقية بين جمل تعبر عن معنى واحد أو معاني تكون فكرة واحدة ونظرا للأهمية وظيفتها هذه لا يجوز لأي باحث التخلي عنها وجهلها أو إهمال العمل بها في مكتوبه. ولكي نسهل استعمالات على طلبتنا بين أول النقط.
ب-1-1-النقط:
النقطة (.): علامة وقف تدل على تمام الجملة وتمام المعنى المحدود وهي بهذا دالة على معنى مستقل لتسهيل على القارئ معرفته، وقد يتكامل مع غيره من بعده أو من قبله، وهي أيضا خاتمة كل كلام طال أم قصر.
مثال من مقدمى بن خلدون: "اعلم أن فن التاريخ فن غزير المذهل، حجم الفوائد، شريف الغاية".
ب-1-2 توطئة الاستفهام: (؟).
وهي العلامةالتي تدل على تساؤل الكاتب عن أمر لابد من انتظار جوابه، والعلامة تدل على هذا الاستفهام ومعناه طلب الفهم، فصارت الجملة الاستفهامية من الوسائل التعبيرية المتعارف عليها، وصار ختمها بنقطة الاستفهام ضروري منهجيا وإلا وقع الكاتب في الخطأ وللتنبيه فقط أن علامات الوقف وغيرها من وسائل الترقيم مجموع عالميا وفي كل اللغات.
نقطة التعجب: (!)
وهي العلامة التي تختم كل جهة تمنيت تعجبا أو حزنا أو فرحا. أو استغاثة فلا يمكن لأي كاتب الاستغناء عنها في التحرير.
النقطتان: علامة وقف تختلف استعمالاتها، ولكنها في العموم دالة على التفسير اي تفسير مجمل كما تستعمل قبل الاقتبسات الماء المأخوذ بالحرف.
نقط الحذف (...):
وهي علامة الحذف إذ تعارف المهتمون على أن ثلاث نقط النصوص مستشهد بها طويلة، قصد الإبقاء على ما هو ضروري فقط، وقد توضع في الوسط فقط، كما توضع في البداية أو في النهاية، وهذه النقط تقوم بنفس دور الكلمة الاختصارية "إلخ" فلا يمكن الجمع بينهما منهجياً.
ب 1–2 الفواصل:
الفاصلة (،): وهي علامة وقف تصلح على العموم الفصل بين أقسام الجملة الواحدة مثل أن تتوفر الجملة على عناصر متشابهة أنه يحتاج إلى فاصلة.
2- الفاصلة المنقوطة:
النقطة الفاصلة (؛): إن النقطة الفاصلة كما هو واضح تركيب لعلامة من علامتين، النقطة والفاصلة وهذا دليل على قيامها بوظيفة وسط بين الوظيفتين؛ أي أنها تفصل بين أقسام ولكن هنا أقسام معنى يحتاج التعبير عنه إلى جمل متعددة فإذا كثرت الجمل ولم يتم المعنى فصلنا بينها بنقطة فاصلة. مثال ذلك: "إذا رأيتم الخير فاخذوا به؛ وإن رأيتم الشر فدعوه"، ومجمل القول في الترقيم إن من المهتمين بالمنهجية من يتحدث فيه أيضاً عن علامات الحصر وهي المزدوجتان (« »)، والهلالان (   ) أو القوسان، والقوسان القرآنيان ﴿ ﴾ والعارضتان (- - ) أو العارضة الواحدة ( - ) والمعقوفتان [ ].
وعن الأرقام بمختلف أنواعها وكيفيات استعمالها كالأرقام المشرقية (١-٢) والأرقام العربية (1-2) والأرقام الرومانية (I-II) أو (i-ii).
وسبق أن قلنا أننا لا نفصل القول في هذه الأمور لسهولة استيعابها من لدن الجميع،  ولمعرفتنا من خلال التجربة أن طلبتنا لا يرتكبون فيها أخطاء تدعو إلى جعلها ضمن عناصر مقررنا.
ومجمل القول في علامات (الترقيم) الوقف أنها علامات تعتمد عادة على السليقة المنطقية في الكتابة، فمن منطق الكاتب الطبيعي يكتسب دون رجوع إلى القواعد غالباً، وضع الفواصل، والفواصل النقط، والنقط لهذا الترتيب المتنامي في الجملة أو المعنى دون وقوع في الخطأ، كما أن وضعها اصطلاحي لابد فيه من التسامح والمرونة، والعيب هو إغفالها الأمر الذي يلاحظ عند الطلبة.
ج- التفقير:
هو جعل كل مكتوب على شكل فقرات، والفقرة شكلياً هي تلك السطور التي تبدأ بترك بياض فوق وتحت المكان الذي نبدأ منه الكتابة عادة وإنما يقوم الباحث بذلك ليس بداية كل فكرة أو معنى جديد، فالفقرة مضمنياً تعبر عن فكرة جديدة، أو معنى جديد متكون من عدة أفكار، فيستطيع القارئ أو الملخص أن يعرف شكلياً، من غير أن يقرأ عدد الأفكار والمعاني الموجودة على الصفحة فتكون الفقرة قد أدت وظيفتين: وظيفة للكاتب إذ بتنظيمها يعرف أنه يكتب أفكاراُ مسلسلة مترابطة. وتدل في نهاية المطاف على أن الكاتب متمكن مما يكتب ووظيفة القارئ، غذ تيسر له فهم المكتوب، وإدراك الأفكار التي يتضمنها، وكيف أنها تترابط لكي تؤدي معنى واحداً والخلاصة أن التفقير تدريب عملي أكثر منه قاعدة نظرية، إذ تجد أن غالبية الكتاب ينتقلون من فقرة إلى أخرى دون تعمد، بل يأتي ذلك سليقيا ومرتبطاً بالأفكار ومع ذلك كان لزاماً علينا أن نتحدث في هذه النقطة من المنهجية لملاحظتنا، عبر سنوات، أن الطلبة يغفلون التفقير كثيراً.
هكذا إذن اكتفينا في الضرورات الشكلية للتحرير بهذه العناصر الثلاث لاعتقادنا بأهميتها في ذاتها كعناصر منهجية، وفي توجيه الطلب عند تحريره للبحوث.
الضرورات المضمنية:
تتحدث الكتب المنهجية المعتمدة عن نصائح عديدة فيما يصلح مضمن البحث، نختار ما هو عام منها، ونضيف إليها ما هو خاص بتجارب طلبتنا:
ب1- الوضوح: يجب على الباحث أن يتحرى الوضوح في كتابته لأن صعوبة الأسلوب وغموضه دليل في الغالب على عدم وضوح الفكرة وبتحقق هذا الوضوح في تجنب العناصر الثانوية والتركيز على الفكرة الأساسية. وأن يتجنب الكاتب الأسلوب الأدبي المحض، وأن يقدم التفكير في المعنى على الكلمات أي أن ينجح في تحديد الأفكار بوضوح ثم التعبير عنها بدون تكلف.
ب2- تجنب معوقات الأسلوب السلس: كثيرة هي المعوقات التي تجعل الأسلوب غامضاً أو ركيكاً على الأقل وقد يكون التنبيه على بعضها مساعداً على تجنب الباحثين للأسلوب غير العلمي ومنها: 1- حذف الكلمات الزائدة 2- عدم الكتابة بجمل طويلة سواء طالت بالجمل الاعتراضية أو بعناصر أخرى تتخللها. فالجمل التي تكون طويلة وتدخلها عناصر أخرى، تشتت ذهن القارئ، وقد تغمض المعنى 3- عدم الفصل بين عناصر الجملة الواحدة كالمبتدأ والخبر أو الفعل والفاعل.
ب3- تجنب التكرار: التكرار قد يكون بالكلمة، كما يكون بالجملة، وهو سبب في تغميض المعنى على عكس ما يعتقده البعض أنه يوضح، فيحيد بالقارئ عن متابعة المعنى إلى حين يكتشف بنفسه أنه عاد إلى المعنى الذي بدأه. فالتحرير السليم إذن هو الخالي من التكرار كما قال وليام سترنك « إن الكتابة المحكمة تتسم بالإيجاز فيجب ألا تشمل الجمل على كلمات أو فقرات غير ضرورية، بالضبط مثل اللوحات الفنية التي يجب أن تكون خالية من أي خطوط لا مبرر لها، ... ولا يعتني هذا أن الكاتب يجب أن يجعل كل جملة قصيرة، أو يتجنب أي تفصيل، ... بل المطلوب هو أن تكون كلماته متماسكة مثلها مثل البنيان المرصوص».
ب4- استحالة الحدر في الأسلوب: لا ينبغي للباحث أن يكون وثوقياً جازماً في العلوم الإنسانية عامة، وفي التاريخ خاصة، فلا يمكن أن يغتر في حسم كل القضايا بالقول مثلا: « من المؤكد»، « ومعلوم»، « ومما لاشك فيه»، بل عليه أن يسوق النتائج مستخدماً ألفاظاً وعبارات الذي لا يحول ما هو محتمل إلى شيء مؤكد، فالمتوصل إليه رغم أهميته، يكون مدعاة للمجازفة في ميدان البحث العلمي لو لم يلتزم الباحث الحدر، يجب إذن مراقبة كتابة أسلوب النتائج باستعمال العبارات الآتية: «يبدو، والغالب على الظن، من المحتمل، ويمكن القول، ونعتقد أن...». 
 ب5- التزود بقواعد النحو:
والمتطرفة وغير هذه من القواعد التي لابد من الاعتناء بها قبل أو على الأقل أثناء التحرير.
ب7- التصرف في المادة المصدرية: لاحظنا طوال سنوات الإشراف أخذ الطلبة من المصادر، وإذا كان هذا عملا لابد منه، فإن الذي لا يفعل هو تصرف الكاتب في كلام المصادر. ولهذا نجد الملاحظات عند  المناقشة: « بحثك عبارة عن نقول ملصق بعضها مع بعض دون تصرف»، وهنا يكون البحث من جمع الباحث ولكنه من تحرير غيره. ومعلوم أن كل عمل من هذا القبيل يكون معلوم الفائدة والاعتبار في آن واحد وهناك ملاحظات أخرى جزئية أمثال أن يقول الطالب « تحدث المؤرخون أو الباحثون» دون أن يكتب منهم في الإحالة ولو واحداً. والمطلوب منهجياً أن يكتب ثلاثة على الأقل، أو أن يكتب اقتباساً دون ذكر اسم كاتبه في البداية.
وخير ما نختم به هذه الضرورات العملة المتعلقة بالكتابة ما قاله كيبدلي Gibal ويشير Walter تحت عنوان « اللغة والأسلوب» « Langage and style »: « الكتابة الفعلية أو « الفعالة» توقف على الوضوح وسهولة القراءة، كما تتوقف على المحتوى. التنظيم وتنامي أو « تطور» أفكارك، وحدة وتماسك عرضك، وتحكمك في بنية الجملة: والنحو والأسلوب كلها ذات ارتباطات قصوى. كذلك هي تقنيات الكتابة كالكتابة الاستهلالية، والإملاء والترقيم هلم جرا... مفتاح التواصل الناجح استعمال اللغة المناسبة، في كل مكتوب يكون التحدي هو إيجاد الألفاظ والجمل والعبارات والفقرات المأدية لأفكارك وتصوراتك بدقة، وتجعلها مهمة للآخرين».



الخاتمة:
الخاتمة تحديد الباحث للنتائج التي توصل إليها بعد العرض والتحليل والمناقشة، وهي إجابة عن أسئلة الإشكالية وليس بالضرورة أن تكون الإجابة كاملة شاملة أو أن تكون بنعم يجب أن نفهم القراء ما توصلنا إليه وما كنا نريد فعله ولم نتمكن لنقص في الوثائق أو لأسباب أخرى، ما وجدنا هو ما ينبغي مواصلة البحث لإيجاده. وبهذا يفتح الباحث **** بالبحوث جديدة كما ينبغي التفريق في النتائج بين ما يمكن تعميمه منها وما يعتبر خاصا أو مؤقتاً فقط ولابد من إشارة الباحث –مع التزام التواضع إلى ما جاء به من جديد في مجال بحثه من أفكار أو حقائق.
الملحق أو الملاحق:
ملاحق تزيد من تبسيط جوانب في البحث لمن أراد ذلك وهو عمل تعارف الباحثون على استحسانه كما جعلوا مكانه منهجياً مباشرة بعد الخاتمة.
الفهارس:
إن الفهارس ترتب كالآتي:
1- فهرست المصادر والمراجع 2- فهرست المواقع والأعلام 3- فهرست الجداول وأصول 4- فهرست الخرائط 5- فهرست الموضوعات
ولهذه الفهارس وغيرها أهمية قصوى بالنسبة للكاتب والقارئ معاً:
فهرست المصادر والمراجع:
هذا الفهرست يسمى أيضاً ببليوغرافيا البحث ولهذه الببليوغرافي أهمية في آخر البحث، فهي بين درجة أصالة البحث، ومستوى المجهود الذي بذله صاحبه. فكلما طالت القائمة ظهرت كمية المجهود، وكلما قصرت ظهرت أو أظهرت أن المجهود المبذول ضئيل، كما أنها تقدم خدمة علمية للباحثين حين (تقرن)، لكل من يريد الخوض في جانب من هذا الموضوع لائحة جاهزة بأهم الكتب التي تعنى بموضوع بحثه وهي مفيدة للقراء إذا ما أرادوا التأكد من معلومة ما، أو من كيفية استعمال صاحب البحث لها.
وستنظم هذه القائمة، تتبع إحدى الطرق التي تبدو سهلة ومناسبة وهي اتباع الترتيب الأبجدي أي حسب حروف أسماء المؤلفين مع الفصل بين المصادر والمراجع، وبين لغاتها أيضاً.
من طرق التصنيف الأخرى: ترتيب المصادر والمراجع حسب مواضيعها، ترتب المصادر والمراجع حسب النوع، والأنواع هي الكتب، الدوريات، التقارير، الوثائق، الأبحاث غير المنشورة.
وطريقة كتابة هذه القائمة تختلف عن كتابتها في الهوامش داخل البحث إلا بعض الاستثناءات منها التسطير تحت عناوين الكتب أو كتابتها بخط سميك أو مائل، ومنها أيضا تفادي ذكر الصفحات إلا صفحات المقالات بدايتها ونهايتها وإذا كان لكاتب واحد مؤلفات، لا تعاد كتابة اسمه مع كل كتاب بل يُكتفى بكتابته مرة واحدة، وتكتب عناوين وإحالات الكتب تحت بعضها.
فهرست الأعلام والمواقع:
هناك من يجمع بينهما، وهناك من يفصل وكلتا الطريقتين مقبولة ولهذا الفهرست أهمية كبيرة في تيسير البحث عن أي موقع أو علم داخل البحث، فمن أراد فقط معرفة مكان أ علم دون قراءة البحث كله يسعفه تجربة منهجية؛ لكن من الأحسن أن تكون هذه التجربة كاملة، إذ لو تخلوا عنه يفوتهم تجربة إنجازه في أول بحث لهم، وكيفية كتابة الأعلام والمواقع، هي كتابة العلم تحت الحرف الذي يبدأ به اسمه ثم فاصلة أو نقطتين ثم ذكر الصفحات مفصولاً بينها بالفواصل.
فهرست الجداول والرسوم البيانية:
وهي مهمة أيضا وضرورية، لأن الفهرسة لها في نهاية البحث لتسهل على القراء الرجوع إلى صفحاتها، ومعرفة عددها لأن عددها يبين حدود عناية الكاتب ببحثه، وطريقة كتابتها: رقم الجدول أو الرسم البياني ثم عنوانه، ثم الصفحة التي يوجد فيها من البحث.
فهرست الخرائط:
وأهميته وتنظيمه يشبهان أهمية وتنظيم فهرست الجداول والرسوم البيانية.
فهرست الموضوعات:
وأهميته تظهر من اعتماد القراء في الإطلاع على البحوث على فهرست الموضوعات لأنه يلخص مما يوجد مفصلا في البحث، ويعطي تصوراً أولياً عن محتوياته. وقد يوصل القارئ إلى الموضوع الذي يريد معرفته داخل البحث، وذلك بدون أن يتكلف قراءة البحث كله. وفهرست الموضوعات في النهاية بيان العناوين الأبواب والفصول والعناصر مع ذكر صفحاتها. وقد يختلف المهتمون بالمنهجية حول مكان وضعه، فله موضعان في بداية البحث وفي نهايته والمفضل حسب طريقة الأغلبية أن يوضع في آخر البحث والخاتمة.
والخاتمة أننا إذا كانت البحوث تحدد نتائجها من خلال العرض والمناقشة وما توصل إليه الباحث داخل البحث فإن نتيجة هذا الدرس عملية أساساً ولن تظهر إلا إذا عمل طلبتنا بهذه العناصر المنهجية واستفادوا منها، وبرزت في بحوثهم وإلا فإن أي نتيجة أخرى غيرها ستبقى دونما توخيناه ورجونا الوصول إليه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق