مدخل أولي: في تحديد
المصطلحات
قبل أن نعرف بعنوان المادة "منهجية البحث"
لابد من الوقوف على مصطلحات المعرفة والعلم والبحث لأن هذه المصطلحات تكون إصدارا
عاما للمادة المنهجية وللكلمتين المكونتين لعنوانها فيكف يمكن التفريق بين المعرفة
والعلم والبحث باعتبار أن هذه المصطلحات كثيرة الاستعجال ففي مجال الثقافة فهل هذه
المصطلحات كثيرة الاستعجال في مجال الثقافة فهل هذه المصطلحات تعني شيئا واحدا أم
تعني الاختلافات يجب معرفته.
1- المعرفة Connaissance:
هي كل ما تجمع لدى الإنسان من
معلومات علمية وتجارب عملية مقصودة وغير مقصودة وبهذا المعنى يمكن التفريق بين
مستويات المعرفة فهي معرفة حسية حين يقتصر أخ الإنسان لها على ما تلتقطه الحواس
بغير قصد كالسمح والبصر واللمس ففي مجال التاريخ نلتقط الأخبار بالسماع ونشاهد
الأحداث بالبصر وهكذا اتصح لدينا معرفة بسيطة حول كل ما نصادفه من ظواهر طبيعية
واجتماعية معرفة فلسفية تبدأ بطرح الإنسان بعض الأسئلة لا يجاد تفسير ما
للظواهر الكونية والعلائق المنظمة لها
ولكن دون أن يقصد إلى ذلك أو يريد الوصول إلى النتائج الحاسمة في آجال محددة ولهذا
قبل أن الفلسفة سابقة عن العلم فهي مرحلة من كسب المعرفة السابقة عن المرحلة
العلمية ومن أمثال ذلك تساؤل الإنسان عن ظاهرة فناء الدول وتطاحن الأمم. معرفة
علمية حين يصير كسبها مقصودا ومنظما فتبدأ بالملاحظة ثم التجربة والدراسة لبلوغ
هدف أول هو الوقوف على الحقيقة الجزئية ثم محاولة استخراج قواعد مفسرة ناظمة لكل
الحقائق الجزئية ثم محاولة استخراج قواعد مفسرة ناظمة لكل الحقائق الجزئية ثم
محاولة تعميمها على تاريخ منطقة أو عصر وحتى على تاريخ البشرية كلها.
2-
العلم Science:
هو دراسة الظواهر الطبيعية
والاجتماعية عن طريق الملاحظة والتجريب أو باتباع منهج محرك وفعال لبلوغ الحقائق
ثم تصنيفها ومحاولة تنسيقها لتعطي قوانين عامة فهو بمعنى آخر المعرفة المنهجية
الهادفة إلى تحديد أسباب وطبيعة الموضوع المدروس ويعرف أيضا بأنه كل الحقائق
والقوانين المكتشفة عن طريق الملاحظة والتجريب أو بمنهج مجدد وفعال وقد يطلق عالم
على من اكتشف تلك الحقائق وتوصل إلى تنميقها ببناء قوانين عامة مفسرة أو على إنسان
استوعب تلك الحقائق والقوانين دون إسهام في اكتشافها. فالعلم في النهاية هو
المعرفة المحصلة عن طريق استعمال المناهج المتعارف عليها في البحث وهو فرع من
المعرفة أي المعرفة المقصودة.